الشكر عند النِعم والصبر عند النِقم
الخطبة الأولى :
الحمد لله على فضله وإحسانه، أوجب علينا الشكر عند النعم، والصبر عند النقم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد، أيها الناس اتقوا الله تعالى، واشكروه على نعمه، واصبروا على بلاءه، فإن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:35]، والواجب عند النعم شكر الله سبحانه وتعالى عليها لتدوم بذلك وتزيد، (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7]، وأعظم النعم بعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم إلى أمة أمية لا تعرف كتاباً، ولم يأتها رسول قبله، كانوا في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، فبعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، علَّمهم من الجهالة، وهداهم به من الضلالة، وبصَّرهم به من العمى، قال الله جل وعلا : (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ* فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ* وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ* وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة:151-157]، في هذه الآيات يأمرنا الله جل وعلا عند النعم بالشكر، والثناء عليه بحمده وشكره، والثناء عليه، لأنها من الله، لا بحولنا ولا بقوتنا، (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ) [النحل:53]، فيجب علينا أن نشكرها وأن نحمده عليها سبحانه وتعالى، والشكر لا يتحقق إلا بثلاثة أركان، الشكر على النعمة لا يتحقق إلا بثلاثة أركان، الأول : التحدث بها ظاهراً، (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى:11]، فتذكرها بلسانك، وتعلنها شكراً لله سبحانه وتعالى، والركن الثاني : أن تعترف بها في قلبك أنها من الله، لا بحولك ولا بقوتك، وإنما هي فضلٌ من الله سبحانه وتعالى، والركن الثالث : أن تستعين بها على طاعة الله ومرضاته، ولا تستعن بها على معصية الله ومخالفته، فإذا تمّت هذه الأمور فقد تحقق الشكر، ووجب الأجر من الله سبحانه وتعالى، وإننا كما تعلمون في نِعم عظيمة في هذه البلاد، أمن في الأوطان، وصحة في الأبدان، ووفرة في الأموال، ونعمٌ متوافرة تستوجب منا أن نشكر الله، وأن نقوم بحقها، لئلا تزول عنا، فإن النعم إنما تثبت وتستمر بشكر الله جل وعلا، وإنما تزول بكفر النعم، (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ* وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) [النحل:112-113]، نسأل الله العافية، فأعظم نعمة أنعم الله بها على العالم، بعثة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي أزال الله به الشرك، وأقر به التوحيد، وعلّم به من الجهل، فصارت هذه الأمة قائدة الأمم، صارت هذه الأمة بعد أن كانت مستضعفة مطاردة في الأرض صارت قادة الأمم، مكّنها الله في المشارق والمغارب، وصار العالم كله تحت حكمها، سقطت دولة الفرس، وسقطت دولة الروم، وسقطت دولٌ كثيرة، وأورثها الله هذه الأمة فضلاً منه وإحساناً، فإذا شكرت هذه النعمة بقيت لها السيادة والريادة في العالم، ومن كفر فإن الله سبحانه وتعالى شديد العقاب، فعلينا أن نشكر الله، وأن نقوم بالواجب، الواجبات التي أوجبها الله علينا، وأعظمها إخلاص التوحيد والعبادة لله عز وجل، ثم إقام الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام، إقام الصلاة، ليس المراد الصلاة فقط شكلاً، وإنما إقام الصلاة على الوجه المطلوب في وقتها مع الجماعة، في وقتها الذي حدده الله لها، كثيرٌ من الناس ينامون عنها ولا يصلون إلا إذا استيقظوا من النهار، وهؤلاء لا تصح صلاتهم ولا تقبل عند الله، لأنها غير الصلاة التي أمرهم الله بها، الصلاة مع الجماعة فلا يصلي الإنسان منفرداً وعنده المسجد وعنده الجماعة، لا بد أن يحضر ويجيب النداء، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال صلى الله عليه وسلم : من سمع النداء فلم يجب – أو – فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر ، قيل : وما العذر، قال : خوف أو مرض ، كثيرٌ من الناس آمنٌ في بلده صحيح في جسمه، والمسجد قريب منه يسمع النداء، ولكنه يتثاقل وينام لأنه يسهر الليل على ما يضره ثم ينام إذا أقبل الفجر ولا يقوم إن كان موظفاً يقوم إذا جاء وقت الدوام وقد يصلي ركعتين ينويهما للفجر وهما لا يصحان ولا يجزءانه وهو لم يصلي، وإن كان غير موظف فإنه يواصل النوم إلى الظهر أو ربما إلى الليل، تمر عليه صلوات وهو جيفة في منامه لا يذكر الله، لا يقوم للصلاة، لا يعرف الله عز وجل، وهو من أبناء المسلمين، وفي بلاد المسلمين، والذين يصلون لا يأمرون غيرهم، لا ينكرون منكراً، ولا يأمرون بمعروف، وبيوتهم ملئ بالأولاد، ومن تجب عليهم الصلاة ولا يأمرونهم بها، ويقولون نحن نعجز عنهم، ما تعجز عنهم، لو كان تريد منهم أمر دنيا ما عجزت عنهم، ولكن أمر الآخرة تعجز عنهم، لأنه ليس عندك عزيمة، وليس عندك إيمانٌ قوي، وإذا تركتهم اعتادوا على هذا، الصغار الذين يبلغون سبع سنين يجب عليك أن توقظهم للصلاة، قال صلى الله عليه وسلم : مروا أولادكم للصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع ، وقال الله جل وعلا : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طه:132]، وقال سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6]، وأنت راعٍ استرعاك الله على أهل بيتك، وسيسألك عن رعيتك، قال صلى الله عليه وسلم : كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، وصاحب البيت راعٍ ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ، ومن الذي يسأله ؟ من الذي يسأله ؟ هو الله جل وعلا الذي لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى، لا يمكنك أن تتخلص بالأعذار، أو بالكذب، أو بالحيل، لا بد من الصدق (هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) [المائدة:119]، لا بد من الصدق، فبماذا تقابل الله يوم القيامة إذا سألك عن أولادك، وعن أهل بيتك ؟ فاتقوا الله عباد الله، هذا من أعظم شكر النعم التي أنعم الله بها علينا، ولا تسأل عن بقية أمور الدين والتساهل فيها، لا تسأل عن التضييع، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله جل وعلا يسبغ علينا النعم، ويسديها علينا ظاهرة وباطنة، ولا نتفطن لها ولا نشكرها، فإذا لم تُشكر فإما أن تُسلب وتُستبدل بالفقر والمرض والخوف، وإما أن تستمر من باب الاستدراج، (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام:44-45]، هو المحمود سبحانه على كل حال، لأنه حكيمٌ عليم، لا يفعل إلا ما فيه الحكمة، ولا يضع العقوبات إلا في مواضعها، فهو محمودٌ على كل حال، (لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص:70]، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد : عباد الله اتقوا الله، واعلموا أن الدين نصفٌ صبر ونصفٌ شكر، الشكر عند النعم والصبر عند النقم، ولهذا أعقب سبحانه وتعالى الآية التي امتن الله بها على هذه الأمة ببعثة نبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، أعقبها بالأمر بالصبر، قال سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة:153]، إلى قوله تعالى : (وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة:155-156]، لا يجزعون، لا يسخطون، لا يتنكرون، لأن بعض الناس أو كثير من الناس إذا أصيب بمصيبة يجزع، ولا يعلم أنها من عند الله، ولا يعلم أنها بسبب ذنبه، (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا) [الحديد:22]، مقدرة، لا بد من وقوعها، ولا تقدر إلا بسببٍ من قبل العبد، إذا فرط في طاعة الله، (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى:30]، فلا بد من الصبر، وأعظم ما يعين على الصبر الصلاة، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، يعني اشتد به أمر من الأمور، وما أكثر ما يلم بالرسول صلى الله عليه وسلم من الشدائد، كان يفزع إلى الصلاة، ويقول : يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها ، كانت قرة عينه صلى الله عليه وسلم، (اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) [البقرة:153]، فلا بد من المصائب، ولا بد من النقم وذلك بسبب ذنوبنا، فعلينا التوبة إلى الله والاستغفار، وعلينا الصبر، وعدم الجزع، والصبر هو حبس النفس عن التشكي، والرضا بقضاء الله وقدره، الرضا بقضاء الله وقدره، وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى، فإن الله جل وعلا يبتلي عباده ليتوبوا إليه، فإذا تابوا إليه غفر لهم وأعاد لهم نعمته وزادهم، وأما إذا جزعوا وسخطوا، فإن الله يزيدهم من البلاء، أو يستدرجهم بالنعم ثم يأخذهم على غرة، فالصبر يستعان به، والصبر ثلاثة أنواع : صبر على أقدار الله، والثاني : صبر على طاعة الله، والثالث : صبرٌ عن محارم الله سبحانه وتعالى، تصبر على ما قدر الله، وليس معنى ذلك أنك تترك الأسباب النافعة، بل تصبر، وتعمل الأسباب النافعة التي تدفع عنك الشدة، تطلب الرزق، تتعالج من المرض، وأعظم من ذلك تدعو الله عز وجل، هذا أعظم الأسباب، ترجع إلى الله تتوب إلى الله ليُزيل ما بك من شدة، هذا هو العبد المؤمن، الذي إذا أُنعِم عليه شكر، وإذا ابتُلي صبر، قال صلى الله عليه وسلم : عجباً لأمر المؤمن، إن أمر المؤمن كله عجب، إن أصابته ضراء صبر عليها فكان ذلك خيراً له، وإن أصابته سراء ونعمة شكر الله عليها فكان ذلك خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن ، لأن غير المؤمن يبطر عند النعم، ويتكبر، ويفسق، ويكفر عند الشدائد والنقم، وينسى الله سبحانه وتعالى، هذا غير المؤمن، أما المؤمن فإنه دائماً مع الله في السراء والضراء، وهذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، ودار بلاء، ودار نعم ولكنها تتداول ولا تدوم، لا النعم تدوم، ولا البلاء يدوم، وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى ليبتلي عباده ويختبرهم، وليتوب من أراد الله له التوبة، وليتمرد من شقي والعياذ بالله، ولا يترك الله الناس على ما هم عليه، (حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) [آل عمران:179]، فاتقوا الله عباد الله، و اعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم ولِّ علينا خيارنا، واكفنا شر شرارنا، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم أصلح ولاة أمورنا وأمور المسلمين، واجعلهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم أصلح بطانتهم، وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، اللهم ادفع عنا الغلا، والوباء، والربا، والزلازل، والمحن، وسوء الفتن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
عباد الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:90-91]، فاذكروا اللهَ يذكرْكم، واشكُروه على نِعمَه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.